إيتاء عظيم، وكافٍ، وينبغي معه عدم النّظر والالتفات، أو الطموح، والرغبة إلى ما عند غيرك من متاع، وزينة، ومال.
﴿إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾: أي: أصناف من الكفار، أو المشركين، أو الأغنياء من متاع الحياة الدّنيا، وزينتها، وزخارفها، ومالها، وذهبها؛ لأنّه متاع زائل، وأمّا السّبع المثاني، والقرآن العظيم: فهو متاع دائم، وباق، وهو المتاع الحقيقي.
﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ﴾: أي: لا تذهب نفسك عليهم حسرات؛ لعدم الاستجابة لك، ورفضهم الدّخول في الإسلام، والإيمان فهم الّذين اختاروا لأنفسهم ذلك.
﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾: وخفض الجناح: كناية عن لين الجانب، والتّواضع، والرّفق بالّذين استجابوا لك من المؤمنين، وكن كالطّائر الّذي يخفض جناحيه إلى نسله؛ للرعاية، والحماية.
سورة الحجر [١٥: ٨٩]
﴿وَقُلْ إِنِّى أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ﴾:
أي: أعلم قومك:
﴿وَقُلْ﴾: لهم.
﴿إِنِّى أَنَا﴾: للتوكيد: النّذير المبين.
﴿النَّذِيرُ﴾: المنذر؛ الإنذار يعني: الإعلام مع التّحذير، والتّخويف: النّذير لهؤلاء الّذين أعرضوا، وتولوا عن الإيمان، وكذلك لكلّ النّاس.
﴿الْمُبِينُ﴾: البين؛ الإنذار لكلّ واحد، وهذا الإنذار لا يحتاج إلى تبيان؛ لأنّه واضح من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد، وويل للمشركين، والكافرين من عذاب يوم أليم.