﴿رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾: يدعون ربهم، وحذفوا أداة النّداء الياء، ولم يقولوا: يا ربنا؛ لأنّ الزّمن قصير جداً.
﴿أَخِّرْنَا﴾: أمهلنا، أو أجلنا، أو أبقنا أحياء إلى فترة أو مدة محدودة قصيرة.
﴿إِلَى أَجَلٍ﴾: إلى: حرف غاية يستعمل لكل الغايات. أجل: هو الوقت أو المدة المضروبة لانتهاء أو انقضاء الشّيء.
﴿إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ﴾: أي: قصير؛ أي: ردنا، أو أرجعنا إلى الدّنيا ولو لفترة قصيرة.
﴿نُّجِبْ دَعْوَتَكَ﴾: إلى التّوحيد والإيمان، وعبادتك، وإلى ما أمرتنا به، أو نهيتنا عنه.
﴿وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾: ونتبع ما جاء على ألسنة رسلك (من السّنن)، ونصدق بهم، ونستمع إليهم ونطيعهم، وقالوا: ونتبع الرّسل بدلاً من الرّسول؛ لأنّ الرّسول يمثل الرّسل، ولأنّ الرّسل كلهم يدعون إلى لا إله إلا الله، وامتثال أوامر المعبود وتجنب نواهيه.
وقد ورد في سورة المنافقون، الآية (١٠ - ١١) نظير هذه الآية، وهي قوله تعالى: ﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا﴾.
في سورة القصص، الآية (٤٧): ﴿رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: فهذه الآية نزلت أوّلاً، فلما أرسل الله سبحانه إليهم رسولاً رفضوا أن يؤمنوا، ورفضوا الآيات، وقالوا: ﴿رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾، وهذه الآية نزلت بعد آية القصص؛ أي: قالوا أوّلاً ما ورد في آية القصص: ﴿لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا﴾؛ فلما أرسل الله إليهم