قال إبراهيم ﵇: هذا الدّعاء، أو القول حين ودع زوجه هاجر، وابنه إسماعيل عائداً من الوادي غير ذي زرع إلى الأرض المباركة (بيت المقدس).
﴿رَبَّنَا﴾: أي: يا ربنا؛ حذف ياء النّداء للقرب.
﴿إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ﴾: دعا بهذا عندما أراد فراق إسماعيل وهاجر، كما قال المفسرون. إنّك: للتوكيد؛ تعلم ما نخفي: في صدورنا من السّر والحسرة، والحب والحزن؛ يعني: على ابنه إسماعيل وزوجه هاجر.
﴿وَمَا نُعْلِنُ﴾: تكرار، وما: للتوكيد؛ نعلن: نقول جهراً يقصد به حين قالت له هاجر إلى من تكلنا؟ قال: إلى الله، قالت: الله أمرك بذلك؟ قال: نعم، قالت عندها: لا نخشى تركتنا إلى كافٍ.
﴿شَىْءٍ﴾: أي: شيء مهما كان نوعه، وحجمه، وشكله في أي مكان، أو زمان؛ لأنّه عالم الغيب، والشّهادة، وعلام الغيوب؛ كقوله تعالى: ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاءِ﴾ [يونس: ٦١].
﴿فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى السَّمَاءِ﴾: قدم الأرض: للاهتمام، وكون سياق الآيات تتحدث عن الأرض كقوله: هذا البلد آمناً، أسكنت من ذريتي، بوادٍ، بيتك المحرم، ارزقهم من الثمرات.