للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - المشيئة: تسبق الإرادة.

٢ - المشيئة: فيها إلزام ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ أمّا الإرادة: فهي إما إرادة عزم لا تقتضي الإلزام؛ تتعلق بأفعال العباد؛ فالله يريد لعباده الإيمان، ولكن لا يلزمهم بالقسر، أو الجبر على الإيمان، أو إرادة حتم تتعلق بالخلق، والتّكوين، والتّسخير، وإحياء، وإماتة، ورزق.

سورة إبراهيم [١٤: ٢٨]

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾:

﴿أَلَمْ تَرَ﴾: ارجع إلى الآية (١٩) من نفس السّورة.

﴿إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾: الذين: اسم موصول، والنّعمة: لا تكون إلا حسنة.

﴿بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا﴾: أي: الإسلام، والإيمان فبدلاً من أن يشكروا المنعم على نعمه كفروا بها؛ أي: أنكروها، وستروها، وانتبه إلى كيفية كتابة نعمت بالتّاء المفتوحة، وليس بالتّاء المربوطة؛ لأنّ من خصائص القرآن: أنّ نعمت: بالتّاء المفتوحة؛ تعني: نعمة خاصة، وليس عامة، وهي نعمة الإيمان، والإسلام؛ فهي نعمة خاصة بالمؤمنين، وتعني نعم كثيرة العدد؛ أمّا نعمة بالتّاء المربوطة؛ تعني: نعمة ظّاهرة للعيان، وهي نعمة عامة للبشر؛ وتعني أيضاً: نعمة واحدة.

﴿وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ﴾: أي: أنزلوا، أو أوردوا قومهم مورد أو منزل الهلاك بإضلالهم، ومنعهم من الدّخول في الإسلام، وصدهم عن سبيل الله، وحملهم على الكفر.

﴿دَارَ الْبَوَارِ﴾: البوار: أصلها: أرض لا تصلح للزراعة؛ أرض بور لا خير فيها؛ البوار: الهلاك؛ أي: دار الهلاك؛ أي: جهنم، ويدل على ذلك قوله تعالى بعدها: ﴿جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>