﴿أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَّبِّهِ﴾: أي: معجزة للدلالة على نبوته ﷺ، وصدق ما يُخبر به. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (٢٧) من نفس السورة وقالوا: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾: لا يعني هذا تكرار للآية، وإنما هناك اختلاف فالآية (٧) يطلبون آية تدل على نبوة الرسول ﷺ، وأما الآية (٢٧) هم يطلبون؛ أي: آية تهديهم وتدلهم إلى الهداية الخاصة؛ هداية قلوبهم، ولذلك جاء الرد: ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾.
﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ﴾: ليكن هذا هو الرّد على طلبهم.
﴿إِنَّمَا﴾: كافة مكفوفة تفيد الحصر، والتّوكيد. أنت فقط منذر، والإنذار: هو الإعلام مع التحذير، وهو الإخبار بشيء يجب القيام به، أو الابتعاد عنه؛ أي: أنت منذر، وليس المسؤول عن الإتيان بالآيات، ولم يقل منذر، ومبشر؛ لأنّ سياق الآيات في الّذين كفروا بالبعث، واستعجلوا العذاب؛ فليس هناك ما يبشرهم به.
﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾: نبيٌّ يهديهم إلى الحق، وإلى ربهم، أو لكلّ قوم هاد، وأنت منذر، وهاد لكلّ قوم؛ يهدي إلى دين الله، والصّراط المستقيم.
﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ﴾: اللام: لام الاختصاص، والقوم: الجماعة، أو الأمة، وطلبهم أن يُنزل عليك آية إنما هو للتعجيز، ولو جاءتهم كلّ آية ما كانوا ليؤمنوا بها، ولطلبوا غيرها.