﴿الْمَثُلَاتُ﴾: العقوبات، جمع مَثُلة: وهي العقوبة الفاضحة الّتي تنزل بالإنسان بسبب جريمته؛ سميت مَثُلة: لكون العقاب يماثل الجريمة، أو العقاب على قدر الجريمة، أو سميت مَثُلة؛ لأنّ صاحب الجريمة بعد عقوبته يصبح عبرة لغيره، فيرتدع الغير به؛ أي: مضت عقوبات أمثالهم من المكذبين، فلماذا لم يرتدعوا ويعتبروا، ويخافوا؟
﴿مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ﴾: أي: مالك المغفرة، أو القادر على أن يغفر أو لا يغفر؛ أي: يستر ذنوبهم، ولا يعاقبهم عليها؛ يغفر لهم، ويثيبهم على حسناتهم رغم ظلمهم إذا تابوا وأنابوا إليه. وإذا قارنا لذو مغفرة مع قوله تعالى ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: ٥٦] تعني: المستحق لأن يكون صاحب المغفرة.
﴿عَلَى ظُلْمِهِمْ﴾: جاء بعلى: للاستعلاء؛ أي: أن ظلمهم يقتضي العقوبة، ولكن رحمة الله ومغفرته بهم أنه يؤخر عنهم العذاب؛ لعلهم يتوبوا وينيبوا إليه.
﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا﴾: لولا: أداة حض، وجاء بالفعل المضارع بدلاً من قالوا؛ ليدل على تكرار قولهم، وتجدده؛ فهم لم يكفُّوا عن مثل هذا السّؤال بعد.