أي: لا يفهم هذه الآيات إلا من درس وفهم هذه الحقائق بأن الله ﷾ أعطى لكلّ بذرة نباتية القدرة على أن تختار أثناء نموها ما يناسبها من عناصر، ومركبات الأرض؛ لتخرج ثمار مختلفة اللون، والطعم.
﴿تَعْجَبْ﴾: الخطاب موجه إلى النّبي ﷺ، وبالتّالي إلى أمته، تعجب من تكذيب هؤلاء المشركين، أو القول بأنّك ساحر، أو كذاب، أو مجنون، أو غيرها.
﴿فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾: أي: فأعجب من ذلك قولهم: أإذا كنا تراباً أإنا لفي خلق جديد؟! أي: هم لا ينكرون أن يموتوا، ويتحولوا إلى تراب، وإنما العجب إنكارهم للبعث، والحساب.
﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾: والرسول ﷺ شرح لنا ذلك في حديث؛ قال ﷺ:«كل ابن آدم يبلى إلا عظماً واحداً هو عجب الذَّنَب منه خلق، ومنه يركب يوم القيامة»؛ فقد تبين من الطب: أن الأكتودرم في الجنين تشكل كثيراً من الأجهزة، وبعد ذلك تنسحب إلى نهاية العمود الفقري بعد أن تشكل العمود الفقري، وتلتحم آخر (٣) فقرات، وتشكل عظم عجب الذنب (العصعص)؛ فهو لا يبلى أبداً، وقبل النفخة ـ نفخة البعث ـ ينزل الله سبحانه ماءً من السّماء؛ فينبتون كما ينبت البقل. ارجع إلى سورة الروم، آية (١٩).
ولمعرفة الفرق بين عجب، عجيب، عُجاب: ارجع إلى سورة ق، آية (٢).