للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المجرة، وتجري بحركة مدارية، وتجري في الفضاء نحو نجم النسر، والقمر يجري حول الأرض وحول محوره.

﴿يَجْرِى﴾: مشتقة من جري الحصان، أو تجري كجري الأمواج صعوداً، وهبوطاً؛ أي: بشكل متعرج؛ تجري لمستقر لها: فسره العلماء قديماً: هو تحت عرش الرّحمن.

والتّفسير العلمي: تجري إلى ما يسمّى نقطة القمة الشّمسية؛ تجري بزاوية تميل (١٠ درجات) جنوب غرب نجم النّسر، والشّمس، والقمر، والأرض، والكواكب، والنّجوم: الكلّ يجري في المجرة، فالشمس تتم دورة كاملة حول مركز المجرة في (٢٥٠ مليون سنة)، وتتم هزة كاملة من الأعلى إلى الأسفل في (٦٠ مليون سنة).

﴿لِأَجَلٍ مُسَمًّى﴾: لأجلٍ: اللام: تفيد الانتهاء والاختصاص، أو بيان العلة (التعليل) يجري لبلوغ النهاية، والأجل المضروب للشمس والقمر وهو يوم القيامة هذا يدل على أنّ التّسخير سوف ينتهي، وينقطع، والتّسخير الحاصل من النّعم الدّائمة علينا، والأجل: هو يوم القيامة، عندها تكون الشّمس قد استنفدت وقودها، ولم تعد مشتعلة، وتسكن، وتخمد، وتنطفئ؛ أي: تفقد إشعاعها، وتصبح بلا ضوء، وعندها ينطبق عليها قوله تعالى: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾.

أمّا قوله تعالى: ﴿كُلٌّ يَجْرِى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾: أي: تجري الآن إلى يوم القيامة؛ حتّى تنقضي مدة أجلها، والأجل: الوقت المضروب لانقضاء الشّيء الّذي حدده لها ربنا، وعندها تُبدل الأرض غير الأرض والسّموات. ارجع إلى سورة لقمان، الآية (٢٩)؛ لمزيد من البيان.

﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾: أي: يصرف أمر ملكوته، وكونه، وخلقه كيف يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>