للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجعل فيها رواسي، وأنهاراً، ومن كلّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين، ويغشي اللّيل النّهار، ﴿فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ [الجاثية: ٦].

﴿اللَّهُ الَّذِى﴾: الله: اسم علم على واجب الوجود، يتضمن كلّ أسمائه الحسنى، وصفاته العلى.

﴿رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾: أي: مرفوعة بأعمدة؛ حقيقة قوية جداً؛ نحن لا نراها؛ أي: رفع السّموات بعمد، نحن لا نراها بالعيون؛ لكونها خفية. وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٠) من سورة لقمان وهي قوله تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾؛ أي: سبحانه خلقها أولاً، ثم رفعها بعد أن خلقها.

﴿عَمَدٍ﴾: جمع: عماد، ومفردها: عامود، وهذه الآية كأنّها تتمة للآية (١٠٥) من سورة يوسف: ﴿وَكَأَيِّنْ مِّنْ آيَةٍ فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ﴾، وفي هذه الآية: رفع السّموات بغير عمد ترونها.

﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾: كلام إخباري.

﴿تَرَوْنَهَا﴾: الهاء: تعود إلى العمد؛ فهو سبحانه رفع السّموات بعمد، وهذه العمد مختفية لا نراها، وتمثل القوى الأربع، وهي:

١ - القوة النّووية الشّديدة أقوى القوى.

٢ - القوة النّووية الضّعيفة.

٣ - القوة الكهربائية المغناطيسية (الكهرومغناطيسية).

٤ - قوة الجاذبية، وهي أضعف القوى المعروفة.

ويجب أن نفرق بين قوة الجاذبية (قوة الجذب للمادة الدّاخلة في تركيب

<<  <  ج: ص:  >  >>