للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيْ: تنبيه للنّفس بعدم الغفلة، ولذلك الصّلاة لا تسقط عن العبد، ولو كان مريضاً، أو على فراش الموت.

فبمجرَّد ما يغفل الإنسان عن ذكر ربه تأتي الصّلاة خمس مرات؛ لتذكر الإنسان بربه.

﴿لِلذَّاكِرِينَ﴾: اللام: لام الاختصاص؛ الذّاكرين: الله سبحانه، وتشمل الذّاكرات، والصّلاة كذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: ٤٥]. والصلاة تجمع أركان الإسلام الخمسة.

سورة هود [١١: ١١٥]

﴿وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾:

﴿وَاصْبِرْ﴾: بعد الأمر بإقامة الصّلاة؛ يأمر بالصّبر؛ الصّبر على العبادات، والطّاعات، والمكاره، والابتلاءات، والصّبر عن الشّهوات، والمعاصي.

﴿فَإِنَّ اللَّهَ﴾: فإن: الفاء: للتوكيد؛ إنّ: لزيادة التّوكيد.

﴿لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾: لا: النّافية.

﴿لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾: ولم يقل: لا يضيع أجر الصّابرين؛ لأنّ إقامة الصّلاة، والاستقامة، وعدم الطّغيان، والتّوبة، والصّبر، وكلّ ما أمر الله به في هذه الآيات يرتقي إلى درجة الإحسان، والصّابرين من المحسنين.

﴿الْمُحْسِنِينَ﴾: جملة اسمية تدلّ على ثبوت صفة الإحسان؛ إحسان الكم، وإحسان الكيف؛ لمعرفة الصّبر، وأنواعه، ودرجاته؛ ارجع إلى الآية (٢٠٠) من سورة آل عمران، وللإحسان؛ ارجع إلى سورة البقرة، آية (١١٢)؛ للبيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>