وهي القُربى، وأزلفه: قربه، وزلفاً من الليل: في ساعات الليل القريبة من النّهار؛ أي: المغرب والعشاء.
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾:
سبب نزول هذه الآية: أنّ رجلاً خلا بامرأة فقبلها؛ فأتى رسول الله ﷺ فذكر له ذلك، فسكت النّبي ﷺ، ثمّ نزل عليه جبريل ﵇ بهذه الآية: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ الَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾؛ فقال رجل آخر: أهذا له خاصَّة؟ قال ﷺ: لا بل للناس كافة، أو للمسلمين عامة؛ قال التّرمذي: حديث حسن صحيح، والعبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب.
﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ﴾: إن: للتوكيد.
﴿الْحَسَنَاتِ﴾: الصّلوات الخمس، كما ورد في حديث مسلم عن رسول الله ﷺ:«الصّلوات الخمس كفارة لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر»، والحسنات: جمع حسنة، والحسنة سواء أكانت فرضاً، أم نفلاً قد تمحو؛ أي: تذهب السّيئة؛ أيْ: تمحوها، والسّيئة: هي كلّ عمل توعَّد الله سبحانه صاحبها بالعقوبة (من قول، أو فعل)، والحسنات: جميع الأعمال الصّالحة تكفر السّيئات؛ أي: الصّغائر؛ أمّا الكبائر: فلا يكفرها إلا التّوبة.
وشروط التّوبة أربعة: الإقلاع عن الذّنب، وعدم العودة إليه، والنّدم عليه، والإكثار من الأعمال الصّالحة (النّوافل)، وردُّ الحقوق إلى أصحابها.
﴿ذَلِكَ﴾: اسم إشارة للبعد؛ يشير إلى الصّلاة، وإقامتها، والاستقامة عليها، والحسنات يذهبن السّيئات.
﴿ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾: في إقامة الصّلاة خمس مرات في اليوم ذكرى للذاكرين؛