وقوله تعالى: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾: فيها نفي: أن هناك إلهاً غير الله، وإثبات الألوهية لله وحده.
﴿إِنَّنِى لَكُمْ مِّنْهُ﴾: إنني: فيها توكيد بزيادة النّون، مقارنة بقوله: إني؛ ليؤكد قوله: إنني لكم.
﴿مِّنْهُ﴾: من الحكيم الخبير؛ مرسل إليكم نذير وبشير.
﴿نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾: نذير للعاصين، وبشير للطائعين. ارجع إلى الآية (١١٩) من سورة البقرة؛ لبيان البشارة، والنذارة.
وقدَّم النّذير على البشير؛ لأنّ جوَّ السّورة، والسّمة فيها هي الإنذار؛ لأنّها تتحدَّث عن أقوام أُهلكوا مثل: قوم نوح، وعاد، وثمود، ولوط. وعن يوم القيامة، وقد يكون تقديم الإنذار لقوله تعالى: ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ﴾.
وهذه الآية تبيِّن: أن رسول الله ﷺ نذير وبشير، وفي سورة فصلت، آية (٤) تبيِّن أن القرآن كذلك بشير ونذير: ﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾.