لأنّها كانت وسيلة إضلال، والطّمس قد يعني: المسخ، والتّشويه؛ حتّى لا يصح لها قيمة ولا ينتفع بها. قيل: سبائك الذّهب تحولت إلى حجارة.
﴿وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾: أيْ: أحكم الأربطة على قلوبهم؛ أي: اطبع، أو اختم على قلوبهم؛ فلا يدخلها إيمان، ولا يخرج منها كفر.
﴿فَلَا يُؤْمِنُوا﴾: الفاء: للتوكيد.
﴿حَتَّى﴾: حرف غاية نهاية الغاية.
﴿يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾: قيل: العذاب الأليم: هو الغرق؛ فقد استجاب له ربه، وكان غرق فرعون وجنوده في البحر، وقيل: كان موسى يدعو وهارون يؤمن؛ لقوله بعد ذلك: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يونس: ٨٩].
وقد يسأل البعض كيف يدعو موسى على قومه هذا الدّعاء بعدم الهداية، والإيمان، وهو نبيهم، والرّد على هذا: أنّ موسى ﵇ لم يدعُ بهذا إلا بعد أن أُوحي إليه أنّه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، كما حدث لنوح ﵇ أيضاً عندها قال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦].