﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾: استواءً يليق بذاته، وصفاته، وفي إطار ليس كمثله شيء، والاستواء: لا يدلُّ على مكان محدَّد؛ لأنّه سبحانه مُنزَّه أن يكون محدداً بمكان، أو زمان، والعرش فسره بعض العلماء بالملك، والسّلطان، والقدرة، والتّدبير، والعرش: لا يُقدر بقدر، وهو من الأمور الغيبية.
والكرسي فسِّر بالعلم، والسّموات السّبع، والأرض بالنّسبة للعرش كحلقة في فلاة. ارجع إلى سورة هود آية (٧) للبيان.
﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾: الأمر: يضم كلّ شيء وزيادة، يدبِّر أيَّ أمر حسب مشيئته، وحكمته، وعلمه، وإرادته تدبير محكم، يدبر: يعني: ينظم، يقدِّر ويقضي، يدبر الأمر جاء لينفي التّعجب؛ فالّذي خلق هو الّذي يدبر الأمر، أمر الكون، وأمر الخلق.
﴿مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ﴾: ما: النّافية. من: الاستغراقية، وتشمل المفرد، والمثنى، والجمع. شفيع: صيغة مبالغة من شافع، وهو الّذي يطلب العفو لشخص آخر، وتكون في ذنب، أو تقصير في حق الله، والشفاعة لا بُدَّ لها من شروط، هي: إذن من الله، ورضا، والمشفوع له مؤهَّل للشفاعة، وكذلك الشّافع مؤهَّل للشفاعة؛ كقوله سبحانه: ﴿لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِىَ لَهُ قَوْلًا﴾، والشّفاعة الباطلة المزعومة شفاعة الأصنام، والأوثان … وغيرها من الآلهة المعبودة، واللات، والعزى: فليس لهذه شفاعة أصلاً عند الله سبحانه.
﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ﴾ ذلكم: اسم إشارة؛ يفيد البعد؛ أي: التعظيم، والعلو، والتّوكيد، ولم يقل: ذلك، وإنما ذلكم؛ أيْ: ذلكم العظيم الّذي