للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رحيم: قال ابن عباس سمَّى الله تعالى نبيَّه باسمين من أسمائه، أو وصف الله سبحانه نبيه بصفتين من صفاته: الرّأفة، والرّحمة، وقدَّم بالمؤمنين على رؤوف رحيم، ولم يقل: رؤوف يرحم المؤمنين: للتوكيد، والحصر. الرّأفة: أشدُّ الرّحمةِ، وأرقُّها: لم يحمِّلهم ما لا يطيقون.

الرّحمة: هي جلب الخير، أو ما ينفع، ودفع الضّر.

سورة التوبة [٩: ١٢٩]

﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِىَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾:

﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾: الفاء: عاطفة، إن: شرطية، تولوا: ابتعدوا عنك، أو أعرضوا عن الإيمان؛ فلا يهمَّنَّك إعراضهم.

﴿فَقُلْ﴾: الفاء: للتوكيد؛ الخطاب للنبي.

﴿حَسْبِىَ اللَّهُ﴾: أيْ: يكفيني الله سبحانه، والحسب: اسم بمعنى: كاف؛ فهو كافيك، وناصرك. قلْ ذلك بالقلب واللسان، وكلمة الحسب تقال في الشّدائد (حسبي الله ونعم الوكيل).

﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾: لا: النّافية؛ إله معبود (أثبتت العبودية لله)؛ إلا: أداة حصر. هو: ضمير فصل؛ يفيد التّوكيد (نفت عنه الشّريك أثبتت له الوحدانية). ارجع إلى سورة البقرة، آية (٢٥٥)؛ لمزيد من البيان.

﴿عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾: عليه جار ومجرور تقدَّم توكلت؛ للدلالة على الحصر، والقصر؛ أيْ: أتوكل عليه وحده.

التوكل: هو الاعتماد على الله، وطلب المساعدة منه بجلب المنافع، ودفع

<<  <  ج: ص:  >  >>