للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فزعهم، وخوفهم، وهم سائرون إلى غزوة بدر لملاقاة العدو «النّفير» يشبه حال الّذين يساقون إلى الموت.

﴿يُسَاقُونَ﴾: من دون إرادتهم؛ أي: قسراً عنهم. ويساقون: تعني يكونون أمام السائق كي لا يتخلفوا أو ينكصوا على أعقابهم ويدل ذلك القسر والإكراه في السوق.

﴿وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾: أي: كأنهم يرون الموت أمام أعينهم، وهم قادمون عليه عالمون بأنّ مصيرهم الموت.

سورة الأنفال [٨: ٧]

﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾:

﴿وَإِذْ﴾: أي: واذكر.

﴿يَعِدُكُمُ﴾: حين وعدكم الله.

﴿إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ﴾: الطّائفة الأولى: أبو سفيان، وما معه من العِير والمال، وفيها (٤٠ فارساً)، وسُمِّيت غير ذات الشوكة، الطّائفة الثّانية: أبو جهل، وجيشه القادم من مكة، ولم يحدِّد أيَّ الطّائفتين سيظفرون بها.

ولما نجا أبو سفيان بالعِير والتّجارة أخبر أبو سفيان أبو جهل أنّه نجا بالعِير، ولكنّ أبو جهل كره أن يعود أدراجه إلى مكة من دون قتال الرّسول وصحابته؛ فمضى قادماً إلى أرض بدر، ولما علم بذلك أصحاب رسول الله ودُّوا لو أنّهم ظفروا بالطّائفة غير ذات الشّوكة «العِير والأموال»؛ لأنّهم اعتبروا ذلك مغنماً من دون قتال.

﴿وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ﴾: أن: للتوكيد، الإرادة: العزم على فعل ما يريد.

<<  <  ج: ص:  >  >>