الآن، وأنتم تكيلون، أو تزنون؛ أوفوا الكيل، والميزان في حال كيلكم، أو وزنكم، وإياكم والتأخير؛ حتى لا يقول أحد: سأوفيه حقه لاحقاً، إذا كلتم: للتوكيد، إذا: شرطية، ظرفية.
﴿قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾: أيْ: إذا حكمتم، أو شهدتم في أمر ما؛ أيْ: دعيتم للشهادة بعد أن شهدتهم ما حدث؛ فاعدلوا؛ أيْ: قولوا: الحق، وأعطوا كل ذي حق حقه، وتحرُّوا العدل.
واحذروا الهوى واعدلوا، والعدل: هو القول الحق، وفعل الحق، فالعدل لا يقتصر على القول، بل يشمل الفعل أيضاً.
وهناك عدل في الأمور المادية الحسية، والأمور المعنوية، (والميل القلبي)، فاعدلوا.
﴿وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾: ذا القربى؛ كالأب، أو الأخ، أو قرابة، فتميلوا بالهوى، فتحكموا عليهم أولهم من دون عدل، وخص ذا القربى؛ لأنه من أصعب الأمور أن تحكم على أبيك، أو أخيك، أو قرابتك.
ولكن هذا هو الإسلام، يأمرك بذلك.
وهذا الأمر جاء في آية أخرى، وهي الآية (١٣٥) من سورة النساء: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ﴾.