وتختلف الموازين بحسب الأشياء؛ فالذهب، والمواد الكيميائية؛ لها معايير، وموازين دقيقة جداً، وحساسة.
﴿بِالْقِسْطِ﴾: بالعدل؛ أيْ: تحروا العدل، وقيل: القسط: هو تطبيق أمر العدل وتنفيذه.
﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾: أيْ: عليكم أن تبذلوا أشد وسعكم، وطاقتكم؛ لتحقيق القسط؛ أيْ: إقامة العدل، وتنفيذه، وإذا فعلتم ذلك، وحدث خطأ غير متعمد، أو نقص، أو زيادة: لا يؤاخذكم الله به.
ومن المهم جداً: أن تعلم لماذا وردت هذه الآية: ﴿لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾؛ لأن الوزن بالقسط صعب تحقيقه أحياناً، فالوزن حين يكون بالميليغرام، أو النوانوغرام؛ من الصعب جداً التأكد منها.
فالله -جل وعلا- يعلم أن ذلك متعذِّر؛ فيغفر ذلك إذا لم يكن الخطأ متعمَّداً، وتوعَّد الله سبحانه هؤلاء الذين يتعمَّدون التلاعب بالمكيال، والميزان؛ بقوله -جل وعلا-: ﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [المطففين: ١ - ٥].
والفرق بين قوله في هذه الآية: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾، وقوله تعالى في الآية (٣٥) من سورة الإسراء: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾: في آية الأنعام ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ﴾ تعني: في المستقبل إذا كلتم، أو وزنتم، فأوفوا الكيل، والميزان بالقسط.
في آية سورة الإسراء: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾؛ تعني: