﴿فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾: أنت: ضمير منفصل، وتوكيد، وحصر، على أن الله وحده: ﴿الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
﴿الْعَزِيزُ﴾: الذي لا يغلب، ولا يُقهر، والممتنع ليس بحاجة إلى أحدٍ من خلقه.
﴿الْحَكِيمُ﴾: المدبر لشؤون خلقه؛ بالحكمة المطلقة، لا يثيب، ولا يعاقب؛ إلا عن حكمة، والحكيم من الحكم، أو الحكمة، فهو أحكم الحاكمين، وأحكم الحكماء. ارجع إلى سورة البقرة، آية (١٢٩)؛ لمزيد من البيان.
لنقارن قول إبراهيم ﵇، وقول عيسى ﵇:
في سورة إبراهيم، الآية (٣٦) قال: ﴿وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾:
جاءت هذه الآية في سياق الفتنة بالأصنام.
وفي سورة المائدة، الآية (١١٨): ﴿وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾:
جاءت هذه الآية في سياق فتنة عيسى وأمه ﵇، اتخذوني وأمي إلهين.
والفتنة بالأصنام أقل فتنة بعيسى وأمه، ولذلك اختلفت نهاية الآيات.
سورة المائدة [٥: ١١٩]
﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾:
﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا﴾: هذا: الهاء: للتنبيه، ذا: اسم إشارة للقريب؛ أيْ: هذا يوم القيامة.
﴿يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾: صدقهم في الدنيا، ينفعهم في يوم الجزاء.
﴿الصَّادِقِينَ﴾: كعيسى ابن مريم ﵇، وأمه الصدِّيقة، والذين صدقوا الله بإيمانهم، فعبدوه، ولم يشركوا به.
﴿لَهُمْ﴾: اللام: لام الاختصاص، والاستحقاق.