النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ﴾، وكذلك اللحم، والفواكه، والحور العين، والسرر، والذهب، والفضة، وما عند الله خير للأبرار مقارنة بما يكسبه هؤلاء الكفار في تقلُّبهم في البلاد من تجارة، وسعة، ورغد العيش فقط في الدنيا، وليس لهم في الآخرة من خَلاق.
وإذا قارنا هذه الآية (١٩٨)، مع الآية (١٩٥) من نفس السورة:
نجد أولاً: أن الذين هاجروا، وأخرجوا هم جزء من المتقين المذكورين في الآية (١٩٨)، فالآية (١٩٨): أعم وأشمل من الآية (١٩٥).
ثانياً: الآية (١٩٨) قال تعالى: ﴿لَهُمْ جَنَّاتٌ﴾: فيها تمليك اللام: لام الاختصاص، والتمليك مقارنة بالإدخال: ﴿وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ﴾ في الآية (١٩٥).
وخالدين فيها، ولم يذكر خالدين فيها في الآية (١٩٥).
ونزلاً من عند الله، أفضل من ثواباً من الله، كما في الآية (١٩٥).
فالأبرار المذكورون في الآية (١٩٨) أعلى درجة ومكانة من المذكورين في الآية (١٩٥).