للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتقلُّب الذين كفروا: هو الأشد مقارنة بتقلب الذين يجادلون في آيات الله، ولكونه الأشد أكد بقوله: لا يغرنك، وأما في تقلب الذين يجادلون، قال: لا يغررك؛ لم يؤكد.

سورة آل عمران [٣: ١٩٧]

﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾:

﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ﴾: أي: ذلك التقلُّب، والكسب، والربح، والأموال، والسعة: متاع زائل، قليل، مضمحل.

ومعنى متاع: ارجع إلى الآية (١٨٥) من نفس السورة؛ للبيان.

قال رسول الله : «ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع» أخرجه مسلم.

﴿ثُمَّ﴾: للترتيب، والتراخي في الزمن.

﴿مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ﴾: في الآخرة مأواهم جهنم؛ أي: مستقرهم المكان الذي يأوون إليه هو جهنم. ارجع إلى الآية (١٢) من نفس السورة؛ لبيان معنى جهنم.

﴿وَبِئْسَ﴾: فعل ذم؛ أي: ساء وقبُح.

﴿الْمِهَادُ﴾: مشتقة من مهد الطفل، أو فراشه المريح الذي أُعد له، وسمِّيت مهاد: للتهكُّم، والتوبيخ.

في هذه الآية (١٩٧) قال تعالى: ﴿ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾، وفي سورة الرعد، آية (١٨): ﴿وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾، وسورة التوبة، آية (٧٣)، وآية (٩٥)، والتحريم، آية (٩)، وغيرها.

الفرق بين الآيتين: هو (ثم) في آل عمران: الواو في سورة الرعد، وبقية

<<  <  ج: ص:  >  >>