﴿بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾: تسبيح مصحوب بالحمد، والشّكر لله؛ لأنه سبحانه نصر عبده وأعزّ جنده ودينه، وحقّق التّمكين للمؤمنين في الأرض بعد فتح مكة.
﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾: الاستغفار هنا استغفار إنابة وكثرة الرجوع إلى الله، واستغفار النّبي ﷺ أو الطلب منه الاستغفار لا يدل على ذنب، وإنما هو تقرُّب من الله وتواضع وذكر لله تعالى.
أي: رغم الفوز والنّصر ودخول الناس أفواجاً في دين الله على العبد أن يبقى متواضعاً لله تعالى، والاستغفار عبادة قلبية ولو لم يذنب العبد، وانتبه إلى قوله تعالى:"إنّه كان تواباً" ولم يقل إنّه كان غفاراً.
لأنّ غفاراً صيغة مبالغة؛ أي: كثير الغفر والغفران: وهو ستر الذّنب وترك العقوبة عليه والإثابة على الحسنات، وتوّاباً صيغة مبالغة تدل على كثرة قبول التّوبة.
وكلمة تواباً: تتضمن غفاراً؛ لأنّه سبحانه حين يقبل التّوبة يعني قَبِل الاستغفار، فتكون الآية فاستغفره إنّه كان توّاباً (أي: توّاباً وغفاراً) والاستغفار يسبق التّوبة، كما قال تعالى: ﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ [هود: ٣].