والمستقبل؛ أي: لم يقتحم العقبة في الماضي (فيما مضى من عمره) وأنّه لن يقتحمها في المستقبل.
٣ - فلا اقتحم العقبة: تحتمل أن تكون دعاء عليه بأن لا يقتحم العقبة مثل قوله: لا نصرك الله.
٤ - استفهام يراد به التّوبيخ، أو خبر.
﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾: الاقتحام: الدّخول بشدة وبسرعة أو المجاوزة وصعوبة، والقحمة هي الشّدة والمهلكة، العقبة: الطّريق الوعر في الجبل صعب السّلوك، واستعير بدل الأعمال الصّالحة الشّاقة على الأنفس.
ثم سئل إذا كان يدري: ما معنى العقبة وكيف يقتحم العقبة؟ في الآيات (١٢ - ١٦) ليكون من أصحاب الميمنة.
سورة البلد [٩٠: ١٢]
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾:
﴿وَمَا﴾: للاستفهام والتّفخيم والتّعظيم والتّهويل.
﴿أَدْرَاكَ﴾: من درى؛ أي: علم بعد جهل، واستخدم أو استعمل كلّ الأساليب للوصول إلى الدّراية؛ أي: من أخبرك وأعلمك وبيّن لك ما العقبة، ومهما أخبرك أو أطلعك عليه من علم فلن تعلمها علم اليقين حتّى تراها بعينيك. ارجع إلى سورة الحاقة لمعرفة الفرق بين أدراك ويدريك.
سورة البلد [٩٠: ١٣]
﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾:
من الأسر أو السجن أو الظلم والاضطهاد.
فكّ رقبة يعني: تخليصها أو المساهمة في التخليص والتحرير (كصدقة).
والفك: مشتق من حلّ القيد، ويختلف فك رقبة عن تحرير رقبة من الرّق والعبودية الذي لم يُعد يوجد اليوم، وسمي المرقوق رقبة؛ لأنّ الرّقيق كالأسير