للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿قَدَّرَ﴾: له أجله ومعيشته ورزقه، وعلمه، وأهله، وأولاده ومهنته وأجله، وأين يحيا وأين يموت.

﴿فَهَدَى﴾: بيّن له طريق الخير وطريق الشّر والحق والباطل، والحلال والحرام وما ينفعه وما يضره، أو هداه إلى معيشته.

سورة الأعلى [٨٧: ٤]

﴿وَالَّذِى أَخْرَجَ الْمَرْعَى﴾:

الذي أخرج: الذي أنبت العشب أو الحشيش وما ترعاه وتأكله الدّواب من الأخضر الرّطب.

سورة الأعلى [٨٧: ٥]

﴿فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى﴾:

فجعله: الفاء للتعقيب والمباشرة، جَعَلَه: صيّره.

غثاء: والغثاء اليابس من النّبات والعشب، وهو الزّبد الذي يطفو على وجه الماء.

﴿أَحْوَى﴾: الموصوف بالحوة وهي السّمرة التي تقترب من السّواد بسبب القِدم ومرور الزّمن؛ أي: سواد + خضرة: بني اللون أو حمرة تضرب إلى السّواد؛ أي: هو الذي أخرج المرعى؛ أي: العشب الأخضر الرّطب الذي انقلب إلى غثاء أحوى إلى عشب يابس أسود أو بني اللون تأكله الدواب في الشّتاء والخريف.

بعد هذه الآيات الأربع الدّالة على قدرة الخالق وعظمته وأنّه أهل التّسبيح والحمد يبشرُ رسوله بأمرين:

سورة الأعلى [٨٧: ٦]

﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى﴾:

﴿سَنُقْرِئُكَ﴾: السّين للاستقبال القريب والخطاب لرسول الله وأمته، نقرئك: نعلّمك القرآن أو التّلاوة على لسان جبريل .

﴿فَلَا تَنْسَى﴾: أي نجمعه في قلبك فلا تنساه، أمّا إذا كان الخطاب موجهاً إلى أفراد أمته سنعلّمكم تلاوته على لسان من سبقوكم من الحفّاظ بالتّواتر فلا تنسوه بعد أن جمعه الله تعالى في قلوبكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>