﴿اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ﴾: اشتروا من النّاس من المواد أو السّلع الشّرائية التي تكال أو توزن.
﴿يَسْتَوْفُونَ﴾: استوفوا حقهم كاملاً أو أخذوا أكثر مما يستحقون، وقوله:"على النّاس" ولم يقل من النّاس، "على" تفيد الاستعلاء، والاستيلاء؛ أي: اكتيال ضار بالناس، وهذا يدل على تسلطهم على النّاس بالاكتيال، ولو قال من النّاس، تدل على الشّراء العدل، "يستوفون" بصيغة المضارع تدل على التّجدد والتّكرار في التّلاعب وليس مجرد مرة واحدة.
﴿كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾: أي إذا باعوهم شيئاً، يخسرون: أو ينقصون الميزان والمكيال؛ ليحققوا لأنفسهم ربحاً أكثر، ولم يقل كالوا لهم أو وزنوا لهم، حذف لام الاختصاص أو الاستحقاق: لم يعطوهم حقهم؛ أي: إذا كال أو وزن للناس أنقص من الوزن والمكيال، وإذا كال أو وزن لنفسه أخذ أكثر مما يستحق.
﴿يَظُنُّ﴾: الظّن: التردد الراجح هو رجحان نسبة الإثبات على نسبة النّفي؛ أي: الظّن وحده كان يكفي ليردعهم عن التّلاعب بالمكيال والميزان، فما بالك باليقين.
ويبدو أنّ الذي شجعهم على التّطفيف هو عدم ظنهم أنّ هناك بعثاً وحساباً وجزاءً وجنةً وناراً، أو أن الله سبحانه لا يراهم أو يراقبهم.