للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أطيعون: لأنّ نوح يعلم أن من يطيعه هم قلة ولو كانوا كثرة لربما قال: وأطيعوني.

وأطيعون: ولو بقليل من الطّاعة، أما أطيعوني فتعني: الكثير من الطّاعة.

سورة نوح [٧١: ٤]

﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾:

من ثمرات عبادة الله وحده وتقواه وطاعتي كرسول لكم:

أولاً: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾: الغفر هو السّتر ومحو الذنب وترك العقاب، من: للتبعيض، من ذنوبكم: أيْ: يغفر لكم بعض ذنوبكم ولو قال: يغفر لكم ذنوبكم لكان يعني كلَّ أو جميع ذنوبكم، ولا تأتي آية ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١] إلا في سياق المؤمنين دائماً، ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ﴾: لا تأتي إلا في سياق غير المؤمنين.

ثانياً: ﴿وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾: لا يعجِّل لكم العذاب في دنياكم حتى تنقضي آجالكم.

والأجل الأول: هو الموت، وهو الوقت المضروب لانقضاء الشّيء وأجل الإنسان هو الوقت لانقضاء عمره.

﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾: الأجل الثاني: هو أجلهم جميعاً حين يستأصلهم العذاب أو يحل بهم؛ إن: للتوكيد، أجل الله هو الموت أو البعث أو العذاب أو الكل.

إذا: ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشّرط وتفيد حتمية الحدوث.

﴿جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾: لا النّافية، لا يؤخر.

<<  <  ج: ص:  >  >>