ومدى عظمها وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك، والخطاب موجَّه إلى الرسول ﷺ، وأيضاً إلى أمته.
الفرق بين ما أدراك وما يدريك: كل آية وكلّ شيء أو أمر أو خبر ذكر معه ما أدراك: فقد أدراه إياه، أيْ: أخبر الله به رسوله ﷺ وأعلمه ما هو، وبيَّنه له، وكلّ آية شيء أو أمر أو خبر ذكر معه يدريك لم يدره، أو يخبره الله به بعد مثل السّاعة.
سورة الحاقة [٦٩: ٤]
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ﴾:
﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ﴾: قبيلة ثمود أو قوم صالح ﵇ ومنازلهم بالحجر بين الشّام والحجاز (مدائن صالح) وثمود هم عاد الثانية، وهم أتباع، أو من ذرية عاد الأولى.
﴿وَعَادٌ﴾: قبيلة عاد أو قوم هود ﵇، ومنازلهم بالأحقاف ما بين عُمان وحضرموت باليمن، وهم عاد الأولى وهم بقية من ذرية نوح.
﴿بِالْقَارِعَةِ﴾: بيوم القيامة، القارعة اسم من أسماء يوم القيامة، وسمِّيت بالقارعة: من القرع وهو الضّرب بشدة، تقرع القلوب بالفزع والأهوال، والباء للإلصاق. ارجع إلى سورة القارعة آية (١ - ٥) لمزيد من البيان.
وبالقارعة: تعني: كذبت ثمود وعاد بالقارعة بأهوال القيامة والبعث والحساب.
بالقارعة التي حلَّت بهم في الدنيا، وبالقارعة التي ستحل بهم في الآخرة.
وتقديم قوم ثمود على عاد مخالفة للتّرتيب الزمني، فقد جاء قوم عاد قبل