﴿أَرَءَيْتُمْ﴾: أيْ: أخبروني بعلم ودراية أيها الكفار، والهمزة: للاستفهام والتّقرير، أرأيتم من الرّؤية وهي رؤية قلبية ورؤية بصرية.
﴿إِنْ أَهْلَكَنِىَ اللَّهُ وَمَنْ مَّعِىَ أَوْ رَحِمَنَا﴾: إن: شرطية، أهلكني الله ومن معي من المؤمنين بالموت أو بحرب أو بمصيبة أو كارثة أو أيِّ سبب، أو رحمنا: أو للتخيير، رحمنا: بتأخير الأجل أو الإهلاك أو العذاب.
﴿فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ﴾: من استفهامية بمعنى التّقرير أيْ: لا أحد.
﴿مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾: يجير الكافرين أيْ: يمنعهم أو ينجيهم من عذاب أليم: شديد الإيلام لا يقوى على تحمله أحد.
﴿قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ﴾: قل لهم يا محمّد ﷺ لهؤلاء الكفار وغيرهم.
﴿هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ﴾: هو: ضمير فصل يفيد الحصر: الرحمن اسم من أسماء الله الحسنى مشتق من الرّحمة التي هي صفة عامة تشمل باقي صفات الرّحمة، آمنا به: وحده ولا نشرك به شيئاً، انظر كيف أخر (به)، ولم يقدِّم (به) على (آمنا)؛ لأنّ الإيمان بالله لا يكفي وحده، بل لا بُدَّ من الإيمان بالملائكة والرّسل والكتب واليوم الآخر. وانظر إلى قوله تعالى: وعليه توكلنا كيف قدَّم عليه وأخر توكلنا ولم يقل توكلنا عليه ليفيد الحصر حصر التوكل على الله تعالى وحده، أما الأيمان فلا ينحصر بالله وإنما يشمل الإيمان بالملائكة والرسل والكتب واليوم الآخر. ارجع إلى سورة الأعراف آية (٨٩) لمزيد من البيان عن التوكل.