للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكلمة تبارك أو سبحانك لا تستعمل إلا لله تعالى وحده، وردت تبارك في سبع آيات بالألف الممدودة، وتبارك الخنجرية في سورة الرّحمن والملك؛ مما يدل على أنّ كتابة القرآن أمر توقيفي.

﴿الَّذِى﴾: اسم موصول يدل على التّعظيم.

﴿بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾: بضم الميم، أي: الحُكم فهو الحاكم، حاكم السموات والأرض وما فيهنَّ ولا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل، بيده: أيْ: هو المتصرف بملكه كيف يشاء يُعز من يشاء ويُذل من يشاء يؤتي المُلك من يشاء وينزع المُلك ممن يشاء.

وهناك كلمة مِلك بكسر الميم: تعني: الملكية؛ أي: ما يُمْلَك، وكل ما يُمْلَك فهو مِلْك؛ فهو سبحانه يملك السموات وما فيهنَّ والأرض وما فيها، فكل شيء هو ملكه وحده وما نحن إلا مستخلفين في بعض هذا الملك كما قال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد: ٧]، فهو مالك المُلك: المالك الحقيقي والحاكم الدائم لا شريك له، له الخلق وله الأمر الحي القيوم.

﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾: هو: ضمير فصل يفيد التّوكيد، شيء: نكرة تشمل كلّ شيء مهما كان نوعه وشكله وحجمه ووزنه ولونه وجنسه، قدير: التّام القدرة لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء، فإذا أراد شيئاً فإنما يقول له: كن، فيكون، قدير: صيغة مبالغة لقادر، قادر على أن يخلق ما يشاء ويفعل ما يشاء، قدير؛ لأنه هو الحاكم ومالك الملك والعليم والحكيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>