للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرى أعمالكم، والعالم بها والمدرك والمحيط بكل ما يُبصر، وقدم تعملون على بصير؛ لأن سياق الآيات في عمل الإنسان.

سورة التغابن [٦٤: ٣]

﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾:

﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾: ارجع إلى سورة فصلت آيات (٩ - ١٢) للبيان وسورة الأنبياء آية (٣٠).

﴿بِالْحَقِّ﴾: الباء للإلصاق وتعني: بالشّيء الثابت الّذي لا يتغير، فالسماوات والأرض وما فيها من كواكب وأقمار وشموس وأفلاك ومجرّات تسير على نظام ثابت وقوانين ثابتة، وأبعاد وأحجام وقوى جاذبة وكهرومغناطيسية لا تتبدّل، و (بالحق) تعني: لم يخلقها عبثاً بغير حكمة وفائدة.

﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾: صوّركم: صوّر كل إنسان بصورته وهيئته بحسب الشفرة الوراثية، وميّز كلاً عن الآخر فلا يشبه إنسان إنساناً آخر. ارجع إلى سورة آل عمران آية (٦) والأعراف آية (١١) للبيان المفصّل.

﴿وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾: إليه المنتهى؛ أي: الوقوف بين يديه للمحاسبة والجزاء. وتقديم (إليه) يفيد الحصر؛ أي: إليه وحده المصير.

سورة التغابن [٦٤: ٤]

﴿يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾:

﴿يَعْلَمُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: (ما) تشمل العاقل وغير العاقل، ما في السموات والأرض من خلق أو مخلوقات وأشياء، وأحياء وأموات ومن نبات وحيوان وجماد، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس، ولا تخفى عليه خافية أو غائبة أو حركة.

﴿وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾: ما: أوسع شمولاً من الذي؛ تسرون: السر هو ما يخفي الإنسان في نفسه ولا يطلعه على أحد، وما تعلنون من الأقوال والأفعال

<<  <  ج: ص:  >  >>