للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهم في مقدمة هؤلاء؛ أي: هم الخاسرون حقاً لأنفسهم ولأهليهم. ارجع إلى سورة النساء آية (١١٩) لمزيد من البيان.

سورة المنافقون [٦٣: ١٠]

﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُم مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾:

﴿وَأَنْفِقُوا﴾: الإنفاق: هو إخراج المال من الملك فلا يعد ملكه.

﴿مِنْ مَا رَزَقْنَاكُم﴾: من ابتدائية تدل على التّبعيض؛ أي: من بعض (ما) بمعنى: الّذي رزقناكم؛ أي: المال وغيره، و (ما) أوسع شمولاً من (الذي) ولو قال تعالى أنفقوا ما رزقناكم، لكان يعني: كلّ ما رزقناكم، وهذا مستحيل ولن تقدروا عليه، أنفقوا من ما رزقناكم؛ أي: من مال الله الذي رزقكم وفي هذا حثٌّ على الإنفاق والصّدقة.

﴿مِنْ قَبْلِ﴾: ولم يقل من قبلُ: من قبل بكسر اللام: الزّمن غير محدد قد يطول أو يقصر؛ أي: في أيّ زمن. ولو قال من قبلُ: تدل على تعيين زمن محدد، ومن قبل تشير أيضاً إلى قرب الموت من أحدكُم؛ أي: لا فاصل زمني بين الإنسان وأجله، كأنّ الموت ملتصق به.

﴿أَنْ يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾: أنّ حرف مصدري للتعليل والتّوكيد.

يأتي أحدكم الموت: ولم يقل من قبل أن يأتي الموت أحدكم، تقديم المفعول به (أحدكم) على الفاعل وهو الموت؛ للمبالغة والاهتمام بالنفس (أحدكُم) للاستعداد والتّحضير للموت، أو أخّر ذكر الموت؛ لأنّ الموت شيء مكروه للنفوس ولا تحب سماعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>