والذين حملوا التوراة: أي اليهود حملوا التّوراة كمنهج ودرسوا التّوراة ولكنّهم لم يطبّقوها أو يستفيدوا منها، لم يعملوا بالأمانة ولم يوفوا بعهدهم، فشبّههم الله تعالى بالحمار الذي يحمل على ظهره الكتب، فهو لا يعلم ما فيها ولا يستفيد منها، أو لا يفهم ما يحمل على ظهره من صخر أو متاع أو كتب أو حاجات أخرى.
ولندرك أنّ الله سبحانه خلق الحمار للحمل وليس عليه واجب أن يدرك ما على ظهره من أحمال، فهم يشبهون الحمار في خاصيّة الحمل وليس بخاصيّة الغباء، والله سبحانه لا يطعن فيما خلق.
﴿بِئْسَ﴾: من أفعال الذّم.
﴿مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ﴾: أي كذبوا بآيات الله ﷿ الدّالة على صدق نبوة محمّد ﷺ، ولم يؤمنوا به أو يفعلوا ما أمرهم الله به، أو كذَّبوا بآيات الله؛ أي: آيات القرآن وآيات التّوراة، وتكذيب أحدهما يكفي، فالذي يكذّب القرآن يكذّب التّوراة ولا يؤمن بها.
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾: أي المشركين الظّالمين أنفسهم بتكذيب الأنبياء والرّسل وقتلهم الأنبياء بغير حق؛ أي: لا يهدي الله هؤلاء الذين اختاروا بأنفسهم طريق الضّلال والغواية والشّرك، فالله لا يهدي الظّالم ولا الفاسق وإنما يهدي المؤمن المتَّقي ومن سلك طريق الهداية، ولمعرفة معنى الظّلم ارجع إلى سورة [البقرة: ٥٤].