﴿أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ﴾: أن مصدرية تفيد التّعليل والتّوكيد، أيْ: لأجل أو بسبب أنكم آمنتم بالله ربكم.
﴿إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِى سَبِيلِى وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِى﴾: إن: شرطية تفيد الاحتمال والشّك والنّدرة؛ كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي: لا تفعلوا ذلك؛ أي: تلقوا إليهم بالمودة؛ أي: تخبروهم بأسراكم؛ لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء؛ أيْ: إن كنتم خرجتم من أوطانكم للجهاد في سبيلي وطلباً لمرضاتي لا تتخذوهم أولياء أو لا تتولوا أعدائي إن كنتم أوليائي.
﴿تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ﴾: تسرون إليهم بالإخبار بسبب مودتكم إياهم.
﴿وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ﴾: من المودة للكفار، من إرسال الرّسائل أو النّوايا والأعمال والحيل والمكر، وما أعلنتم: بألسنتكم من الصّدق والكذب والحق والباطل، وما أخبرتم رسول الله ﷺ من الأسباب والباء للإلصاق، وما: اسم موصول أو مصدرية ومن شرطية.
﴿وَمَنْ يَفْعَلْهُ﴾: يعود على الاتخاذ، أيْ: يوادد أعداء الله ورسوله ويفشي إليهم بالإسرار أو يَسر إليهم بالمودة.
﴿مِنكُمْ﴾: خاصة، وليس من غيركم.
﴿فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾: فقد: الفاء للتوكيد، قد: للتحقيق، أخطأ طريق الصّواب والحق، السّواء هو في الأصل الوسط والسّبيل هو الطّريق المستقيم.