﴿فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾: للحدِّ من فسادهم وعبثهم في الأرض، أو حتّى يتبيَّن لهم الحق، والهدى، والنصر: لا يعني النصر بالقوة، والسلاح فقط، بل بالحجَّة، والسلطان، وإظهار أمر الله (الإسلام) ولو كره الكافرون.
لو عكسنا الآية تكون كما يلي: ارحمنا (أبعدنا عن الذنوب)، واغفر لنا (استر ذنوبنا، ولا تفضحنا إذا ارتكبناها)، واعف عنا (لا تعاقبنا عليها).
فضل هاتين الآيتين:
روى البخاري، عن ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه».
واختلف في معنى كفتاه: قيل: أجزأتاه عن قيام الليل، أو قيل: كفتاه أجراً وفضلاً، وقيل: كفتاه من كل شيطان، أو من كل آفة.
وما رواه الإمام أحمد، عن أبي ذر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهنَّ نبيٌّ قبلي».
وما رواه مسلم، عن ابن عبّاس ﵄ قال:«بينما رسول الله ﷺ وعنده جبريل؛ إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء، فقال: هذا باب قد فتح من السماء، ما فتح قط، قال: فنزل منه ملك، فأتى النّبي ﷺ، فقال له: أبشر بنورين قد أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ حرفاً منهما إلَّا أوتيته».