للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١ - ما فاتهم من الغنائم.

٢ - ما أصابهم من الهزيمة والجراح.

أمّا آيّة الحديد: الأسى عامة على ما فاتهم من متاع الدّنيا وخَلاقها أو نعيمها؛ أي: أمر واحد.

وإذا قارنّا هذه الآية مع الآية (٣٠) من سورة الشّورى وهي قوله: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠] فهي تبين سبب المصائب: هو بما كسبت أيدي النّاس.

وإذا قارنّا هذه الآية من سورة الحديد وهي قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ مع الآية (١٨) من سورة لقمان وهي قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان: ١٨].

نجد أنّ الفرق بينهما يرجع إلى زيادة (إنّ) في آية لقمان، وإنّ تدل على التّوكيد، في لقمان يرجع ذلك إلى أنّه ذكر عدداً كثيراً من الصّفات التي تدعو إلى الفخر والاختيال مثل: رفع الصّوت والمشي في الأرض مرحاً والمشي بسرعة. فناسب ذلك زيادة أداة التوكيد (إنّ)، ولا ننسى قوله تعالى في سورة البقرة آية (٢٧٦): ﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾: نزلت في سياق آكل الربا، والآية (٣٦) في سورة النساء وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾: في سياق العبادة والإحسان والطاعة، وأما الآية (١٠٧) في سورة النساء وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا﴾: جاءت في سياق طعمة بن أبيرق.

سورة الحديد [٥٧: ٢٤]

﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِىُّ الْحَمِيدُ﴾:

﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾: تعود على كلّ مختال فخور، فالمختال غالباً ما يكون بخيلاً؛ لأنّه لا يرى لغيره حقاً عليه، والفخور يشعر بعظم نفسه ويفرح بالنّعمة وينسى شكر المنعم، فهؤلاء يبخلون بأداء حق الله (الزّكاة)

<<  <  ج: ص:  >  >>