﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾: ذلك اسم إشارة واللام للبعد، يشير إلى المغفرة ودخول الجنة، فضل الله: الفضل هو الزّيادة على ما يستحق العبد من الأجر وما يتفضل به الله سبحانه من غير سبب يوجبه أو يقدّمه العبد، يؤتيه: من الإيتاء: وهو العطاء، وهناك فرق بين الإيتاء والعطاء، ارجع إلى سورة البقرة الآية (٢٥١) للبيان. من يشاء: من ابتدائية، وهو ذو الفضل المطلق يعطيه من يشاء من عباده، وأعظم الفضل هو فضل النبوة والتقوى والعلم والخير بكل أشكاله.
﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾: والله واسع الفضل والإحسان، فالملك ملكه والخلق خلقه، وكما قال تعالى: ﴿لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ [الأعراف: ٥٤].
﴿مَا أَصَابَ مِنْ﴾: ما النّافية، أصاب من: استغراقية تستغرق كلّ مصيبة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، ومهما كان نوعها.
﴿أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ﴾: المصيبة: في اللغة هي كلّ ما يصيب الإنسان من خير أو شر وتستعمل غالباً في الشّر، مصيبة في الأرض: من حرائق أو فيضانات أو قحط أو جدب، أو كوارث جوية وريح عاصفة وغيرها.
﴿وَلَا فِى أَنفُسِكُمْ﴾: بالمرض وفقد الولد أو المال أو الموت، تكرار (لا) يفيد توكيد النّفي وفصل كلّ منهما على حدةٍ أو كلاهما معاً، أنفسكم: ولم يقل نفوسكم، أنفسكم لا تعني كلّ نفس، ونفوسكم تعني كلّ نفس ذكر أو أنثى.
﴿إِلَّا﴾: أداة حصر.
﴿فِى كِتَابٍ﴾: في ظرفية، مكتوبة في اللوح المحفوظ منذ الأزل من قبل أن نبرأها.