للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الحديد [٥٧: ٨]

﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾:

﴿وَمَا لَكُمْ﴾: ما استفهام، فيها معنى التّوبيخ على عدم إيمانهم رغم كلّ هذه الآيات الدّالة على عظمة الخالق، وأنّه الإله الحق الذي يستحق أن يُعبد.

﴿لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾: لا النّافية، تؤمنون بالله: إيمان العقيدة، والباء للإلصاق، تصدّقون بوحدانيته وألوهيته وربوبيته.

﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ﴾: أي جاءكم بالحجج والبراهين (الآيات) التي تبعث على الإيمان، فبادروا إلى الإيمان واتركوا الكفر.

﴿لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ﴾: اللام لام التّعليل، بربكم: خالقكم ومربّيكم ورازقكم.

﴿وَقَدْ﴾: قد للتحقيق والتّوكيد.

﴿أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾: الميثاق: هو العهد الموثّق؛ أي: المؤكد بأدلة أو شهود أو أيمان (باليمين).

قد يكون ذلك ميثاق الذّرّ كقوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِى آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: ١٧٢].

﴿إِنْ﴾: شرطية تفيد الشّك أو الاحتمال والنّدرة.

﴿كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾: أي إن كنتم صادقين في إيمانكم فقد جاءتكم كلّ الدّواعي والأسباب للإيمان بإرسال رسوله إليكم وإنزال أعظم كتبه عليكم، وأبان لكم طريق الخير من الشّر.

سورة الحديد [٥٧: ٩]

﴿هُوَ الَّذِى يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾:

﴿هُوَ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد والحصر، ويعود على: الله ربكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>