للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ﴾: في الأرض أو البحار أو تحت البحار أو في السّماء؛ أي: الله سبحانه معكم بعلمه وببصره وهو أقرب إليكم من حبل الوريد فلا تخفى عليه خافية، وهذه المعية عامة لجميع الخلق معهم بالعلم والقدرة والرّؤية وهناك المعية الخاصة للمتقين والمحسنين كقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُّحْسِنُونَ﴾ [النحل: ١٢٨] ولا تعني المعية بنوعيها المعية بالذّات أبداً.

﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾: بما: الباء للإلصاق والدّوام، ما: تعني الذي، وما أوسع شمولاً من الذي أو مصدرية، بصير؛ أي: يرى أعمالكم (الأقوال والأفعال) الظّاهرة والباطنة فلا يخفى عليه شيء.

سورة الحديد [٥٧: ٥]

﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾:

﴿لَهُ﴾: تقديم الجار والمجرور (له) يفيد التّوكيد والحصر؛ أي: له وحده ملك السموات والأرض.

﴿مُلْكُ﴾: أي الحكم والملك فهو الحاكم ومالك السموات والأرض.

﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: قد تكون هذه الآية تكراراً للآية (٢)، والتّكرار يفيد التّوكيد من جهة، وقد لا يكون ذلك وإنما يعني:

له ملك السموات والأرض؛ أي: الحكم في الدّنيا؛ لقوله: ﴿يُحْىِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾.

وله ملك السموات والأرض؛ أي: الحكم في الآخرة؛ لقوله: ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.

﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾: تقديم الجار والمجرور (إلى الله) بدلاً من القول ترجع الأمور إلى الله، يفيد الحصر: إليه وحده ترجع الأمور كلّها؛ للنظر فيها وإصدار الحكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>