الأزواج كما قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ [النحل: ٧٢]، شكر نعمة السكن إلى الأزواج، والمودة، والرحمة.
من: استغراقية، شكر: نعمة ربه والشّكر يكون بالإيمان به باللسان والعمل الصّالح وطاعته وعدم جحد نِعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومنها نعمة (ما خلق لنا ربنا من أزواجنا)، وإذا قارنا هذه الآية مع الآية (١٤) في نفس السورة، نجد الآية (١٤) جاءت في سياق نوح الذي كفر به قومه فأنجاه الله على ذات ألواح ودسر، والآية (٣٥) جاءت في سياق لوط الذي أنجاه الله وأهله من الحاصب؛ أي: المطر من سجيل منضود.
﴿وَلَقَدْ﴾: الواو استئنافية، اللام للتوكيد، قد للتحقيق.
﴿أَنْذَرَهُمْ﴾: انظر كيف قدم ذكر نجاة لوط أولاً ثم عاد ليذكر كيف أنذرهم، وما فعلوه بعد الإنذار، وكيف أخذهم أخذ عزيز مقتدر كما أخذ آل فرعون؛ أيْ: نبيهم لوط، أنذر قومه والإنذار هو الإبلاغ مع التّحذير والتّخويف بطشتنا إضافة نون الجمع، نون العظمة للدلالة على شدتها وهولها. بطشتنا، أيْ: أنذرهم بأخذهم بالعذاب والهلاك بقوة وشدة.
﴿فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ﴾: الفاء على التّرتيب والتّعقيب، تماروا: جادلوا بالباطل بعد أن بيَّن لهم لوط الحق والصّواب، وكذبوا بالنّذر وشكوا بوقوعها. فتماروا: من المراء وهو الجدال بعد تبيُّن الحق وظهوره.