به تعود على القول، أي: أوصى الأولون الأخِرين أو أوصى بعضهم بعضاً بأن يقولوا هذا القول لرسلهم: ساحر أو مجنون.
أي: من كثرة هذا الفعل أو (القول) كأنّ الأولين أوصوا الآخرين، أوصى بعضهم بعضاً بأن يتَّهموا أنبياءَهم ورسلهم بهذا.
﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ﴾: بل للإضراب الإبطالي، هم: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿قَوْمٌ طَاغُونَ﴾: أي: الصّحيح لم يتواصوا بذلك لتباعد أزمانهم، فهم لم يتلاقوا حتى يوصي بعضهم بعضاً، ولكنهم قوم طاغون، أي: طغاة، أي: تجاوزوا الحد في الكفر والفساد، وقالوا: ﴿مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [البقرة: ١١٨].
طاغون: جملة اسمية تدل على الثّبوت، ثبوت صفة الطّغيان عندهم. فالطغيان هو ما حملهم على القول بذلك.
سورة الذاريات [٥١: ٥٤]
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ﴾:
﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ﴾: الفاء رابطة لجواب شرط مقدَّر تقديره، أي: إن لم يستجيبوا لك فتولَّ عنهم وتفيد المباشرة والتّوكيد، أي: أبعد عن هؤلاء خاصة؛ لأن عن تفيد المجاوزة والابتعاد. أي: اتركهم وليس أعرض عنهم هناك فرق بين تولى وأعرض، أي: أبعد أو ابتعد عن هؤلاء الطّغاة من قومك، ولا يعني: تولَّ عن الكل بل عن هؤلاء فقط، وقد تعني: لا تجادلهم ولا تتصدَّ لهم.
﴿فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ﴾: الفاء تعليلية، ما النّافية تعمل عمل ليس، ولكن (ما) أقوى في النّفي من (ليس)، وما لنفي الحال والمستقبل، وليس تنفي الحال، وقد تنفي المستقبل إذا قيدت، أنت: ضمير متصل يفيد التّوكيد.