للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾: اتهم فرعون وموسى بأنّه ساحر وما جاء به السّحر، أو مجنون: أي: موسى ساحر ومجنون معاً أو ساحر أحياناً ومجنون أحياناً أخرى.

انظر إلى كيفية كتابة كلمة ساحر في هذه الآية وقارنها بكتابة كلمة ساحر أو مجنون التي وردت في الآية (٥٢) من نفس السّورة تجد أن الألف مقصورة في آية (٣٩) التي تخص موسى، وأنّ الألف ممدودة في الآية (٥٢) التي جاءت في قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِم مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ وقد تعلل بما أن الآية (٥٢) قيلت في رسل كثيرين، فلما ازدادوا في العدد زيد في رسم الكلمة بالألف الممدودة الزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى.

سورة الذاريات [٥١: ٤٠]

﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِى الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾:

﴿فَأَخَذْنَاهُ﴾: الفاء عاطفة، أخذناه: أهلكناه وجنوده.

﴿فَنَبَذْنَاهُمْ﴾: النّبذ هو إلقاء الشّيء، استهانة به وأنّه غير مهم، أي: أغرقناهم في اليم.

﴿فِى الْيَمِّ﴾: في البحر (الأحمر).

﴿وَهُوَ مُلِيمٌ﴾: وهو يفيد التّوكيد، وتعود لفرعون، مُليم: أتى بما يُلام عليه من الكفر والتّكذيب وادعاء الربوبية والشّرك بالله، فهذه آية أخرى تدل على قدرة الله وعظمته، وهي قوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: ٩٢].

سورة الذاريات [٥١: ٤١]

﴿وَفِى عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾:

في إهلاك عاد الأولى بالرّيح العقيم آية أخرى تدل على عظمة الله وقدرته في الانتقام ممن كذب بآياته ورسله، الرّيح الصّرصر العاتية التي ﴿سَخَّرَهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>