للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ينتفع به، وله فائدة، وأما المطر أو الغيث قد يؤدي إلى إخراج نباتات لا فائدة منها، والزراع في آية الفتح هم صحابة رسول الله ، فهم لا يزرعون إلا الخير لغيرهم من الأجيال القادمة، وتحمل الآية معنى المدح والثناء عليهم.

﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾: اللام في (ليغيظ) لام التعليل، والغيط: هو غضب كامن في نفس العاجز عن الانتقام، وهو نوع من الغمّ أو مرحلة من مراحل الغضب وهو أشد من الغضب … ارجع إلى سورة التوبة آية (١٥) لمزيد من البيان.

والآية تعني: كثّرهم وقوّاهم؛ ليغيظ بهم الكفار حتى يقيموا لهم وزن ويخافوا منهم، أو يشبهوا الزرع في نمائهم في الزيادة والقوة.

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم﴾.

منهم: أي من أصحاب الرسول ، منهم خاصة؛ أي: وهذا وعد خاص للصحابة ، مَنْ شهد صلح الحديبية.

وإذا قارنّا هذه الآية (٢٩) من سورة الفتح، وهي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾. والآية (٩) من سورة المائدة وهي قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾.

فالآية في سورة الفتح تتحدث عن صحابة رسول الله فقال: منهم (فقط).

والآية من سورة المائدة تتحدث عن المؤمنين والمؤمنات عامة فقال: لهم.

والمغفرة: هي محو الذّنوب وترك العقاب.

وأجراً عظيماً: هو الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>