الآية السّابقة انتهت بقوله: ﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ وبدأت هذه الآية: ﴿مُّحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ﴾ فضلاً من الله ورضواناً؛ أي كفى بالله شهيداً محمّد رسول الله.
﴿وَالَّذِينَ﴾: اسم موصول للمدح.
﴿مَعَهُ﴾: ولم يقل والذين آمنوا معه؛ لأنّ (معه) تعني: الصحابة الكرام والصّحبة، وهل يصاحب رسولُ الله إلا مؤمناً؟ إذن لا داعي لذكر: الذين آمنوا معه.
﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾: أشداء على الكفار، ولم يقل شداد؛ أشداء تعني: في الناحية العاطفية والمعنوية؛ أي:، رحماء فيما بينهم؛ أي: يعاملون إخوانهم أو بعضهم بعضاً بالبر والرّحمة، ولو قال: شداد؛ تعني: في القوة المادية أو الحسية.
﴿تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾: منشغلين أو مهتمين بالصّلاة أو كثرة الصّلاة.
﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾: يطلبون ثواب الله ورضاه رضواناً: من الرّضوان؛ صيغة مبالغة: كثير الرّضا، فرضاه سبحانه أعظم الرّضا.
﴿سِيمَاهُمْ فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ﴾: سيماهم: علامتهم، السّيما هي العلامة، السّيماء: العلامة التي تحدث في الجبهة من كثرة السّجود، أو النّور الذي يحدث في وجوههم من أثر الإيمان، تشعُّ وجوههم بالنّور، وقيل: هو صفرة الوجه من خشية الله. ارجع إلى سورة البقرة آية (٢٧٣) لمزيد من البيان.