﴿وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾: أي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار السموات والأرض، يبصر ويرى كلّ شيء يجري في كونه سواء كان ظاهراً أو باطناً؛ أي: مطَّلع على أعمالكم (الأقوال والأفعال).
وقدّم (تعملون) على (بصيراً)؛ لأنّ سياق الآيات في الأعمال وليس السّياق في صفات الله تعالى أو أعمال القلوب والنّوايا.
﴿هُمُ﴾: للتأكيد، وتعود على كفار مكة؛ كفروا بالله وبرسوله وما فعلوه من منعكم وصدِّكم يستحقون أن يقاتَلوا، ولكنّ الله سبحانه لم يسمح بذلك؛ لأنه كان هناك بين المشركين رجال مؤمنون ونساء مؤمنات.
﴿وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾: أي منعوكم من الوصول إليه والدّخول إليه للعمرة والزّيارة.
﴿وَالْهَدْىَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ﴾: الهدي: كل ما يُهدى للبيت من البُدن والغنم؛ حيث ساقوا معهم (٧٠) بدنة، معكوفاً: محبوساً عن أن يبلغ محِلّه: مكان نحره أو حيث نحره؛ أي: مكان منى، أن: حرف مصدري يفيد التّعليل.
﴿وَلَوْلَا﴾: حرف امتناع لامتناع.
﴿رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ﴾: هذا هو المانع لعدم قتالهم؛ أي: وجود هؤلاء أهل الإيمان بين كفار مكة؛ أي: مختلطون بالمشركين.
﴿لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ﴾: مَنْ هم، أو غير عارفين بهم.