﴿فَأَصَمَّهُمْ﴾: عن سماع الحق؛ لأنّهم هم الذين اختاروا لأنفسهم ذلك أي لا يريدون الاستماع إلى آيات الله والانتفاع بها، والإذعان لها والعمل بها والجهاد وغيره.
﴿وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾: عن رؤية الحق واتباعه فالبصيرة معطلة عندهم رغم أنهم يرون ويبصرون ما يحبون وليسوا عمين بعمى النظر فاستحقوا أن يُعمي الله أبصارهم (بصيرتهم).
بعد بيان إعراض المنافقين عن الاستماع للقرآن فإنّه من الأفضل لهؤلاء المعرضون عن كتاب الله أن يتدبرونه ويتأملونه ليعلموا الحق من الباطل. وما هو خير لهم وما هو شر لهم.
﴿أَفَلَا﴾: الهمزة للاستفهام الإنكاري والتّوبيخ؛ لعدم تدبر القرآن والتّعجب، ألا: أداة تنبيه وحضٍّ وتحمل معنى الأمر (أن تدبروا القرآن).
﴿يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ﴾: التّدبر: يعني الفهم والتّأمل والتّفكر في آيات القرآن، والتّدبر يعني: النّظر في المعنى ومدلول اللفظ ظاهره وباطنه ومعطياته. وتطبيق أوامره والعمل به والتدبر في فضيلة الجهاد في سبيل الله.
﴿أَمْ﴾: الهمزة: للاستفهام؛ أم: منهم من قال: أم المنقطعة، ومنهم من قال: أم المتصلة للإضراب الانتقالي، أو الإبطالي (يعني: هم ليسوا متدبرين للقرآن)؛ لأن قلوبهم مقفلة.