سورة الأحقاف [٤٦: ١٨]
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِى أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِم مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾:
﴿أُولَئِكَ﴾: اسم إشارة للبعد (دنو المنزلة).
﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول يفيد الذّم.
﴿حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾: وجب وثبت لهم العذاب، ولم يقع بعد أو حق عليهم القول لأملأن جهنم من الجِنَّة والنّاس أجمعين. وقيل القول: العذاب.
﴿فِى أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِم مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ﴾: أيْ: منضمون إلى أمم قد مضت وسبقتهم في الكفر والإلحاد، أنّهم من أهل النّار.
﴿إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾: إنّهم للتوكيد، كانوا خاسرين لأنفسهم ولأهليهم.
سورة الأحقاف [٤٦: ١٩]
﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾:
﴿وَلِكُلٍّ﴾: الواو استئنافية، لكلّ: اللام لام الاختصاص، لكلٍّ من الفريقين المؤمنين والكافرين من الجن والإنس.
﴿دَرَجَاتٌ﴾: في الجنة أو في النّار، في الجنة درجات، وفي النّار دركات. وبالنسبة للذين آمنوا لهم درجات عند ربهم، ولا ننسى قوله تعالى أيضاً: ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٦٣]؛ لهم درجات في الجنة كما قيل مئة درجة وأكبر من ذلك؛ هم درجات عند ربهم: وتعني القرب الحقيقي؛ أي: قرب المنزلة والمكانة من الله سبحانه.
﴿مِمَّا عَمِلُوا﴾: جزاء ما عملوا من الخير والشّر في الدّنيا.
﴿وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ﴾: اللام لام التّعليل يوفيهم: من وفى: أعطاه حقه، أيْ: أعطاهم جزاء ما عملوا من خير، أو شرٍّ.
﴿وَهُمْ﴾: ضمير فصل يفيد التّوكيد.
﴿لَا يُظْلَمُونَ﴾: لا النّافية، يظلمون: الظلم: أخذ حق الغير أو حرمانه منه؛ أي: لا يظلمون في الآخرة أو يوم الحساب مثقال ذرة أو بنقص حسنة أو زيادة سيئة.