لديها، أمّا الكَره: بفتح الكاف فهو ما أكرهك غيرك على فعله، أيْ: تقوم به وأنت كاره له حقيقة وقسراً؛ أي: الكره الحقيقي كقوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: ٨]، وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [محمد: ٩].
﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾: الحمل والرّضاعة (٣٠) شهراً، والرّضاعة: حولين (٢٤) شهراً لقوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ [البقرة: ٢٣٣] أيْ: (٢٤) شهراً، فإذا طرحنا (٢٤) شهراً من (٣٠) شهراً تبيَّن لنا أن الحمل (٦ - ٩) أشهر، ومن هذه الآية نعلم أنّ الوليد الخديج يمكن أن يعيش إذا ولد بعد ٦ أشهر. وهذا من الإعجاز العلمي الطبي للقرآن الكريم.
﴿حَتَّى﴾: حرف نهاية الغاية، إذا عاش وبلغ أشده.
﴿إِذَا﴾: ظرف زماني.
﴿بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾: كمال القوة البدنية وهي (٣٠) سنة أو (٣٣) سنة.
﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾: كمال القوة العقلية وهو سن النّبوة عند الجمهور، ولم ينبئ نبي قبل الأربعين إلا عيسى ويحيى ﵇.
﴿قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾: رب أوزعني تعريف الوزع: هو الكف والمنع، أيْ: كفني أو امنعني عن كل ما يؤدِّي إلى كفران نعمتك، وقيل: الوزع: الإلهام، أيْ: ألهمني أن اشكر نعمتك، وقيل: الوزع الإغراء، أي: الولوع بشكر النّعمة، أيْ: لا أنفك عن شكر نعمتك والدّوام على ذلك أو اجعلني ملازماً ذاكراً أن أشكر نعمتك.
﴿الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ﴾: نعمة الإيمان والتّوحيد ونعمة الإسلام والهداية والرّشد والصّحة والعافية وسعة العيش، النّعمة: لا تعدُّ ولا تحصى، وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها، وعلى والدي: الوالد والوالدة المؤمنين.