﴿يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ﴾: أيْ: هو كذب اختلقه أو اخترعه محمّد ﷺ، فردَّ الله عليهم بقوله تعالى: قل يا رسول الله لهؤلاء الكفرة:
﴿إِنِ افْتَرَيْتُهُ﴾: إن شرطية تفيد الشّك. افتريته: جئت به من عندي.
﴿فَلَا﴾: الفاء رابطة لجواب الشّرط، لا النّافية.
﴿تَمْلِكُونَ لِى مِنَ اللَّهِ شَيْئًا﴾: أيْ: لا تقدروا أن تردُّوا عني عذابه، أو سيعذبني وحدي وأنتم لا تملكون أيَّ وسيلة أو حيلة لدفع العذاب عني، من استغراقية، شيئاً: نكرة، أيَّ شيء لمساعدتي، ومهما كان حسياً أو معنوياً، والشيء: هو أقل القليل.
﴿هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ﴾: هو للتوكيد تعود إلى الله سبحانه، أعلم على وزن أفعل للمبالغة، بما: الباء للإلصاق، ما: أي: الّذي أو مصدرية، تفيضون فيه: مشتقة من فاض الماء أيْ: سال منصباً، مندفعين بقول الباطل والخوض فيه والطّعن في القرآن وأنّه سحر وأنّه مفترى.
﴿كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ﴾: أيْ: كفى بالله ﷾ شهيداً، ولم يقل: شاهداً، شهيداً صيغة مبالغة، أيْ: عالماً بما نخفي وما نعلن وبما هو ظاهر وباطن، أيْ: يكفي أن يشهد أنّ القرآن منزل من عنده وليس من عندي.
وتقديم شهيداً على بيني وبينكم: جاء على الأصل، وإذا جاء الشيء على الأصل لا يُسأل عنه، وقد يؤخر كما في قوله تعالى في سورة العنكبوت آية (٥٢): ﴿قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا﴾، وهذه الآية الوحيدة في القرآن أخَّر فيها شهيداً على بيني وبينكم. ارجع إلى سورة العنكبوت لبيان السبب في التأخير.