أي كما ألبسناهم السّندس والإستبرق، أو كما أكرمناهم بدخول الجنة كذلك وزوّجناهم بحور عين، أو: كما زوّجناهم في الدّنيا نزوّجهم في الآخرة بالحور العين.
﴿بِحُورٍ﴾: الباء للإلصاق، الحور العين: زوجات غير زوجاتهم في الدّنيا، الحور: جمع حوراء، وهي الّتي يكون بياض عينيها شديد البياض وسواده شديد السّواد. والعِيْن: جمع عيناء؛ أي: واسعات الأعين يحار الطّرف بجمالهن، وفي آيات أخرى وصفهن: ﴿وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا﴾ [النّبأ: ٣٣]، ﴿أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: ٣٦ - ٣٧].
سورة الدخان [٤٤: ٥٥]
﴿يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ﴾:
﴿يَدْعُونَ فِيهَا﴾: في الجنة يطلبون أو يأمرون بإحضار ما يشتهون من الفاكهة؛ أي: تقدّم لهم كلّ أنواع الفاكهة، فاكهة: اسم جنس يشمل كلّ أنواع الفاكهة.
﴿آمِنِينَ﴾: في سلام وأمن كامل من الموت، ومن كلّ مرض وضرر وأذى وهمٍّ وغمٍّ، وفقر ومطعم ومشرب وملبس ومأوى، آمنين من تغيّر أحوالهم ومن أيّ خوف أو حذر أو إنذار.
﴿يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى﴾: فيها: في الجنة لا يذوقون أو يذاقون الموت، خلود بلا موت، إلا: أداة حصر واستثناء، الموتة الأولى: الّتي كانت في الدّنيا وانتهى أمرها، والموتة الأولى: توكيد للنفي؛ أي: لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة الّتي ذاقوها في الدّنيا.
﴿وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾: ووقاهم ربهم عذاب الجحيم: اسم من أسماء