ما هو الفرق بين ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: ٢٤].
الآية: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ جاءت في سياق زعمهم أنّ الملائكة بنات الله. أما الآية: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾: فجاءت في سياق إنكارهم للبعث.
ولنعلم أنَّ (إن هم إلا يخرصون) أسوأ وأقبح من (إن هم إلا يظنون)؛ لأنّ الخرص هو حزر وكذب والظّن هو أعلى درجة من الشّك.
﴿أَمْ﴾: للإضراب الانتقالي والهمزة للاستفهام الإنكاري ينكر عليهم إيتاء أيِّ كتاب مهما كان نوعه (كتاباً: نكرة تشمل أيَّ صحيفة أو كتاب).
﴿آتَيْنَاهُمْ﴾: من الإيتاء وهو يشمل الأشياء الحسية والمعنوية، ويختلف الإيتاء عن العطاء. ارجع إلى الآية (٢٥١) من سورة البقرة لمعرفة الفرق.
﴿كِتَابًا﴾: مكتوب فيه اعبدوا الملائكة أو اعبدوا غير الله، أو أن الملائكة إناث وبنات الله، أو الأصنام أو الأولياء أو آتيناهم تشمل أيَّ حُجَّة ودليل يحلُّ لهم الشّرك بالله ﷾.
﴿مِنْ قَبْلِهِ﴾: من قبل القرآن العظيم.
﴿فَهُمْ﴾: الفاء للتوكيد، وهم للحصر والتّوكيد.
﴿بِهِ﴾: تقديم به يدل على الحصر، أيْ: فقط به.
﴿مُسْتَمْسِكُونَ﴾: كدليل لهم أو حُجَّة يحتجون بها على صحة أفعالهم وصدق أقوالهم، مستمسكون جمع مستمسك اسم فاعل تدل على الثّبوت، ثبوت صفة الإمساك به، وكذلك على شدة الإمساك به.